أُنَادِيكُمْ
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم
وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم
وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي
وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم
فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا
نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.
أُنَادِيكُمْ
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي
وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي
يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي
حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي
وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي
وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي
أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!
* * *
بِأَسْنَانِي
سَأَحْمِي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ ثَرَى وَطَنِي
بِأَسْنَانِي .
وَلَنْ أَرْضَى بَدِيلاً عَنْهُ
لَوْ عُلِّقْتُ
مِنْ شِرْيَانِ شِرْيَانِي .
أَنَا بَاقٍ
أَسِيرَ مَحَبَّتِي .. لِسِياجِ دَارِي ،
لِلنَّدَى .. لِلزَنْبَقِ الحَانِي .
أَنَا بَاقٍ
وَلَنْ تَقْوَى عَلَيَّ
جَمِيعُ صُلْبَانِي
أَنَا بَاقٍ
لآخُذُكُم .. وآخُذُكُمْ .. وَآخُذُكُمْ
بِأَحْضَانِي
بِأَسْنَانِي ،
سَأَحْمِي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ ثَرَى وَطَنِي
بِأَسْنَانِي .
* * *
السكـر المــر
أَجِيبيني !!
أُنَادِي جُرْحَكِ المملوءَ مِلْحَاً يَا فِلَسْطِيني !
أُنَادِيهِ وَأَصْرُخُ :
ذَوِّبِيني فِيهِ .. صُبِّينِي
أَنَا ابْنُكِ ! خَلَّفَتْنِي هَا هُنَا المأْسَاةُ ،
عُنْقَاً تَحْتَ سِكِّينِ .
أَعِيشُ عَلَى حَفِيفِ الشَّوْقِ ..
في غَابَاتِ زَيْتُونِي .
وَأَكْتُبُ لِلصَّعَالِيكِ القَصَائِدَ سُكَّرَاً مُرَّاً ،
وَأَكْتُبُ لِلْمَسَاكِينِ .
وَأَغْمِسُ رِيشَتِي ، في قَلْبِ قَلْبِي ،
في شَرَايِينِي .
وَآكُلُ حَائِطَ الفُولاذِ ..
أَشْرَبُ رِيحَ تَشْرِينِ .
وَأُدْمِي وَجْهَ مُغْتَصِبِي
بِشِعْرٍ كَالسَّكَاكِينِ .
وَإِنْ كَسَرَ الرَّدَى ظَهْرِي ،
وَضَعْتُ مَكَانَهُ صُوَّانَةً ،
مِنْ صَخْرِ حِطِّينِ .. !!
فِلِسْطِينِيَّةٌ شُبَّابَتِي ،
عَبَّأْتُهَا ،
أَنْفَاسِيَ الْخَضْرَا .
وَمَوَّالِي ،
عَمُودُ الخَيْمَةِ السَّوْدَاءِ ،
في الصَّحْرَا .
وَضَجَّةُ دَبْكَتِي ،
شَوْقُ التُرَابِ لأَهْلِهِ ،
في الضِّفَّةِ الأُخْرَى .