عن لسان صاحبها
* كنت أتمدد على ساحل البحر ، الوقت كان بعد منتصف الليل وكانت هي تجلس الى جواري تستمتع معي بصوت الموسيقى الكلاسيكية الذي ينبعث من جهاز " الهاي فاي" .. لم يكن ذلك في فصل الصيف ، بل كان في اواخر شهر شباط ( فبراير) الذي تزداد فيه برودة الشتاء و الأمطار.
لكن ماكان يبعث بالدفء في اعماقنا في تلك اللحظات هي نظرات الحب والحنان والاهتمام التي كنا نتبادلها من وقت لآخر ، مع ابتسامات تحمل الكثير من المعاني والاحاسيس الصادقة ، اضافة الى شعلة النار التي تنبعث من الموقد الممتلىء بكومة من الحطب الجبلي.
كانت امواج البحر هي الاخرى تعزف سيمفونية حب جميلة كلما تعانقت على الشاطىء وعلى مقربة من اقدامنا الشبه عارية ، وكان القمر يطل علينا ضاحكاً او ربما ساخراً تارةً ويغيب خلف السحاب تارة اخرى.
مر الوقت بسرعة مذهلة ، تماماً كما تمر بنا اللحظات السعيدة . بدأ الفجر يغزل شعاعه على سطح الماء وبدأت الرياح تخف او تتلاشى حتى يتنفس الصبح بهدؤ !
نهضت مهرولاً الى البحر لأغتسل من قطرات الندى الحالمة التي داعبت مسام جلدي طوال الليل ، بينما راحت هي تعد لنا وجبة الافطار وابريق الشاي الذي احبه ، وحينما طلعت من البحر ، جاءني صوتها الحنون :
- إخلع ثيابك حبيبي ...!!
شعرت ببرودة تنتاب اطرافي ، لاادري هل كانت برودة أم حرارة (!!)
هرولت نحوها .. وهي تبتسم
سبقتني هي الى داخل الشاليه
رحت اهرول خلفها ..
أدركت انها كانت على حق !
ادركت انها تحبني جداًَ !
وتخاف عليّ من نسمات الريح الحالمة..
في داخل الغرفة كانت تقف وبين يديها سروال جديد وفانيله جديدة ناولتهم لي وهي تقول:
- اخلع ثيابك المبلل حبيبي .. اخاف عليك من البرد
الله كم هي حنونة أمي.
خلعت سروالي المبلل بالماء ولبست سروالا جديداً ورحت أقبّـل يديها ورأسها وانا اقول:ربنا يحفظك لي يا احلي ام في الدنيا